مساعدة من فضلكم

فاطمةالزهراء كتب:هي أم موسي عليه السلام وإسمها لوخا بنت هاند بن لاوي بن يعقوب، وقيل إسمها يوكابد، وقد عاشت بمصر مع بني قومها بني إسرائيل في عهود الفراعنة وكان قومها قد قدموا مصر زمن يوسف عليه السلام.
يقول الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر أن أحد الفراعنة في هذا الزمان قد زين له الكهنة الخلاص من بني إسرائيل لشرورهم وإستجاب بذبح الأولاد الذكور وترك الإناث للخدمة في قصور السادة، وفي هذا الوقت العصيب حملت أم موسي به، ووضعته وخافت عليه خوفا شديدا وأحاطت بها حيرة شديدة فكيف تخفيه عن العسس الذين يطوفون ويتسمعون أخبار الحبالي من بني إسرائيل، وقد لمحت الأم في وجه وليدها نورا منفردا وفي قسمات وجهه نجابة فبالغت في إخفائه عن أعين الناس قريبهم وبعيدهم لئلا يعلم به زبانية فرعون، وقد أوحي الله عز وجل إليها في المنام أو ألهمها في اليقظة أو بعث إليها ملكا تسمع صوته ولا تري شخصيته: ارضعيه واستمري في إرضاعه فإذا خفت عليه فاقذفيه في تابوت وألقي التابوت في اليم ولا تخافي عليه من الغرق ولا تحزني عليه لألم الفراق فسيعود بقدرة الله تعالي وتدبيره لترضعيه وتغذيه وتقر به عينك، وبشرها أنه سيكون نبيا ورسولا إلي أهل مصر وبني إسرائيل وسيجري الله عز وجل علي يده المعجزات الباهرة وينصره علي فرعون وملئه وهذا ما جاء في قول الله تعالي في سورة القصص «وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي  إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ».
وقد نفذت ما أمرت به وقد أصبح قلبها خاليا من كل شئ عدا وليدها وكادت تظهر أمره إشتياقا له وقد ثبت الله قلبها وألهمت أن تقترح علي أخته لإقتفاء أثره علي نيل مصر حتي إنتهت إلي قصر فرعون ووجدته يرفض الرضاع فرشحت لهم من يقوم برضاعته فاستجاب نسوة القصر الفرعوني لإبقاء حياة الطفل وعاد إلي حضنها تحقيقا لوعد الله تعالي، وتظل الماجدة الحكيمة أم سيدنا موسي عليه السلام قدوة هادية في طلائع الأمهات الماجدات التي إستجابت لأمر الله وأكرمها الله عز وجل وحفظها وإستجاب منها الدعاء